فديوهات

وزارة الصحة تشدد على استخدام الأعلام الوطنية وفق المواصفات الرسمية



وزارة الصحة تشدد على استخدام الأعلام الوطنية وفق المواصفات الرسمية


أصدرت وزارة الصحة تعميمًا موجهًا إلى المديرين العامين ومديري المرافق والهيئات التابعة للقطاع الصحي، شددت فيه على ضرورة الالتزام باستخدام الأعلام الوطنية المطابقة للمواصفات الرسمية المعتمدة من الجهات المختصة، وذلك في جميع المؤسسات والمرافق التابعة لها.

وأكدت الوزارة في تعميمها على أهمية وضع العلم الوطني في مكان بارز داخل كل منشأة صحية، بحيث يكون ظاهرًا للجميع، مع مراعاة العناية به وصيانته بصورة منتظمة للحفاظ على مظهره اللائق. كما شددت على ضرورة استبدال الأعلام التالفة أو الباهتة على الفور، لضمان احترام الرموز الوطنية والتعبير عن الولاء والانتماء للوطن بأفضل صورة ممكنة.


وأوضحت الوزارة أن هذه التوجيهات تأتي في إطار حرصها على تعزيز روح الوطنية والانتماء لدى العاملين في القطاع الصحي، وترسيخ قيم احترام الرموز الوطنية، باعتبار العلم رمزًا للسيادة والوحدة.

وفي هذا السياق، دعت الوزارة الجهات الرقابية المعنية إلى متابعة تنفيذ هذه التعليمات بدقة، وإجراء جولات تفتيشية دورية على مختلف المرافق الصحية للتأكد من مدى الالتزام بها. كما طالبت برفع تقارير دورية حول مدى الامتثال لهذه التوجيهات، مشددة على اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق أي جهة تتهاون في تنفيذ هذه التعليمات.


ويأتي هذا القرار انطلاقًا من إيمان الوزارة بأهمية إبراز الرموز الوطنية في بيئة العمل، وترسيخ قيم الولاء والانتماء بين العاملين والمراجعين على حد سواء، بما يعكس صورة حضارية عن المؤسسات الصحية ف

ي البلاد.


من هم الشناقطة ؟ تعرف عليهم بكل تفصيل


الشناقطة جمع مفرده الشنقيطي وهو نسبة إلى مدينة شنقيط الواقعة في شمال موريتانيا وتأسست سنة 660هـ/ 1261م. واشتهرت المدينة بكثرة علمائها ومدارسها الدينية حتى باتت قوافل الحجيج في هذا القطر تتخذها منطلقا باتجاه الحجاز كما أورد العلامة سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم العلوي (ت 1233هـ/ 1818 م) في مؤلفه: “صحيحة النقل”
وخلال رحلتهم إلى الحجاز مرورا بالمغرب ومصر والسودان ودول افريقيا، كان الناس يسألونهم من أين قدمتم؟ فيردون: شنقيط لأن اسم موريتانيا، الذي أطلقه الاستعمار الفرنسي لاحقا على هذا الجزء من بلاد الإسلام، لم يكن آنذاك قد وجد. فأصبحت كلمة شنقيط تدل على هذا الثغر من ثغور  الإسلام. لكن السفر إلى الحجاز ليس مجرد رحلة دينية لأداء مناسك الحج، بل كان رحلة علمية غالبا ما يستغلها الموريتانيون للتدريس والدراسة وجلب الكتب. كانت قوافل الحج تضم شخصيات علمية مرموقة شاءت الأقدار أن تجمعها مناظرات مع علماء المناطق التي مرت بها. وقد حازت هذه الشخصيات قدرا كبيرا من الاحترام في المشرق العربي. ما أدى إلى حدوث انزياح لغوي في مدلول كلمة شنقيطي حيث لم تعد تعني الانسان القادم من ذلك الحيز الجغرافي كما أريد لها في البداية. بل أصبحت اللفظة تدل على الإنسان المتضلع في العلوم الشرعية واللغوية. فما هي أبرز وجوه الشناقطة في المشرق العربي؟ 
سأحاول على مدى حلقات أن أجيب على هذا السؤال الذي قد يبدو سهلا لكونه مجرد جمع لبعض المعلومات التاريخية من مصادرها. لكن الأمر ليس كذلك بسبب عدة عوامل من أبرزها: 
1- وجود تشابه بين أسماء هؤلاء الأعلام. فمثلا  تجد أن أسماء محمد أمين ومحمد محمود وأحمد محمود تتكرر عدة مرات. ما يجعل التمييز بينها يتطلب الكثير من التحري. 
2- عدم وجود الأسماء المركبة في الغالب لدى المشارقة. لذا تجدهم يعتبرون مثلا محمد أمين ومحمد محمود اسما كاملا أي اسم شخص واسم عائلته فيضيفون له النسبة مباشرة فتجدهم يكتبون محمد أمين الشنقيطي ومحمد محمود الشنقيطي. وهذا يخلق لبسا لدى الموريتانيين لأن إسم محمد أمين ومحمد محمود ليس كاملا عندهم لأن الأسماء المركبة شائعة. فلو قالوا مثلا: محمد أمين فال الخير الشنقيطي أو محمد أمين محمد المختار الشنقيطي أو محمد أمين ما يابى الشنقيطي لزال اللبس.    
3- ضياع أخبار بعضهم. إذ لا تكاد تجد إلا نتفا متفرقة للعديد منهم لأنهم لم يكونوا يدونون عن أنفسهم شيئا. فكتابة التاريخ والسير الذاتية ليست مما دأب عليه أهل بلاد شنقيط.  
ومن أبرز تلك الشخصيات التي تركت بصمات واضحة في الثقافة العربية الإسلامية بشكل عام وبلدان المشرق العربي التي حلت بها بشكل أخص نذكر: 
 محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي (1245- 1323هـ/1829-1904م): 
ولد في منطقة تكانت في وسط موريتانيا وارتحل بين شيوخ البلاد طلبا للعلم. ثم سافر إلى تندوف بالجزائر ومنها بدأ رحلة الحج. ذاع صيته وطار ذكره في كل الآفاق حتى انتدبه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني للسفر إلى اسبانيا لإعداد فهرسة للكتب الإسلامية هناك، فقام بالمهمة على أكمل وجه. أدى مناسك الحج وبقي في المدينة المنورة فترة يدرس إلا أن بعض الخلافات نشبت بينه وبين علمائها. فاضطر لمغادرتها إلى مصر حيث ربطته صداقة قوية بالشيخ محمد عبده، مفتي الديار المصرية. وذكر طه حسين في سيرته الذاتية: “الأيام” أن الشيخ الشنقيطي درسه في الأزهر. بقي ولد التلاميد يعلم وينقح ويصحح ويؤلف إلى أن توفي. كان شاعرا وعالما لا يشق له غبار في الفقه والأصول والتفسير والحديث. لكنه انفرد بعلوم اللغة العربية وبزَّ فيها أقرانه فكان المرجع فيها دون منازع. ومن أشهر إنجازاته، تحقيق النسخ الحالية المتداولة للعديد من كتب التراث العربي الإسلامي كما هو واضح في قائمة مؤلفاته. بعث ملك السويد والنرويج أوسكار الثاني – في إطار التحضير لعقد المؤتمر الثامن للعلوم الشرقية في استوكهلم- إلى السلطان عبد الحميد يطلب منه أن يبعث إليه بوفد من علماء العرب والمسلمين برئاسة محمد محمود بن التلاميد. ووافق السلطان لكن شروط ولد التلاميد التي وضعها والخلافات بينه وبين السلطان حول المهمة التي كلفه بها في اسبانيا حالت دون حضور ولد التلاميد للمؤتمر. وقد ترجم الزركلي في كتابه “الأعلام” لابن التلاميد وأثنى عليه. له مؤلفات عديدة لا يتسع المجال لذكرها ومن أبرزها: 
· تحقيق ” القاموس المحيط” للفيروزآبادي
  •  تحقيق ” أساس البلاغة” للزمخشري.
  •  تحقيق ” المخصص” لأبن سيده.
  •  تحقيق” الأغاني” لأبي الفرج لأصفهاني. وقد جمع فيه الأخطاء التي وردت في طبعة بولاق من كتاب الأغاني وصححها.
  •  هوامش على كتاب” الخصائص” لابن جني. 
  • فهرسة الكتب العربية بخزائن مكاتب دولة أسبانية، وقد كلفه به وموله السلطان العثماني عبد الحميد. ولا يزال الكتاب مخطوطا بدار الكتب الوطنية التونسية. وذكر الباحث الموريتاني الخليل النحوي في كتابه: “بلاد شنقيط، المنارة والرباط” أنه وقف على نسخة مخطوطة منه في المكتبة الوطنية بتونس.
  •  رسالة: ” إحقاق الحق وتبرئة العرب مما أحدثه عاكش اليمن في لغتهم”. والرسالة رد على شرح للامية الشنفرى للشيخ الحسن بن أحمد بن عبد الله المعروف بعاكش اليمني (ت 1289هـ/1872م).
ومما قيل في الإشادة بعلم ولد التلاميد ما أنشده تلميذه أديب الحجاز عبد الجليل براده:
لئن فخرت شنقيط يوماً فبالحري 
  وحـق لـها بابـن التلامـيد مفـخـر 
أقـول و إني نـاصح جـد مشـفـق   
  مــقالــة صــدق أجـرها أتـنـظّـَر 
هـلم بـغاة العلم في سـوح طابـة 
  إلى العلم عند ابن التلاميد تظفروا 
أحمد بن الأمين العلوي الشنقيطي (1289-1331هـ/1872-1913م):  
ولد في منطقة القبلة في الجنوب الغربي بموريتانيا وتعلم على كبار علمائها ومشايخها. في سنة 1315 هـ، شد الرحال إلى الحج. وبعد أداء الفريضة، تاقت نفسه لزيارة الأقطار الإسلامية والتعرف على أحوال أهلها، فتوجه إلى آسيا حيث زار البلدان التي ستعرف فيما بعد بالجمهوريات السوفيتية بعد سقوط الخلافة العثمانية. ثم زار تركيا وسوريا قبل أن يقصد مصر ليستقر بها إلى أن وافته المنية. وقد حظي باهتمام كبير في كل المناطق التي حل بها خاصة مصر. وخلف هذا العلامة العديد من المؤلفات رغم أنه توفي في مطلع عقده الخامس. ومن أشهر مؤلفاته: 
   · ” الوسيط في تراجم أدباء شنقيط” وهو أول كتاب مدون عن الأدب الموريتاني وقد أملاه من ذاكرته. 
   ·  شرح “تحفة الموذود في المقصور والممدود” لابن مالك. 
   · شرح “كتاب الأمالي” للزجاج. 
   · الدرر اللوامع وهو شرح على كتاب: “همع الهوامع على جمع الجوامع” في النحو للسيوطي. 
   · المعلقات العشر وأخبار شعرائها. 
محمد الأمين بن فال الخير الحسني الشنقيطي (1293- 1351هـ/1876-1932م): 
ولد في ولاية الترارزه في الجنوب الغربي الموريتاني وبها أخذ العلوم في المحاظر التي تزخر بها المنطقة خاصة قبيلته إدابلحسن. توجه إلى الحجاز فلقي ولد التلاميد المذكور آنفا في مصر. فقدمه لمفتي مصر الشيخ محمد عبده الذي ساعده على إكمال الرحلة إلى الحجاز. حج البيت الحرام وبقي يدرس الناس في الحرمين المكي والمدني. تنقل بين مختلف مناطق السعودية كالقصيم وحائل ودول الخليج كالبحرين والكويت وعمان بل وحتى الهند. وفي الكويت والسعودية، انضم الشيخ الشنقيطي إلى المقاومة التي كانت تعارض الاستعمار الانجليزي وتدعو للتمسك بالخلافة العثمانية الإسلامية. وتذكر الكتب أن أمير دولة الكويت الشيخ مبارك بن صباح الصباح (حكم من 1896 م إلى وفاته 1915 م) حاور الشنقيطي في المسألة. وبعد نقاش طويل، غضب الشيخ مبارك وقال مخاطبا ابن فال الخير: “وردني كتاب بأنكما (يقصد الشنقيطي وزميل له آخر من العلماء) وزميل لكما ثالث من أثاروا الناس في الكويت وحرضوهم على العصيان ضدي، والكويت بلدي وأنا الحاكم فيها. والذي ينازعني فيها فليس له عندي إلا القتل.”، (عبد اللطيف الدليشي الخالدي، الشيخ محمد أمين الشنقيطي، حياته، مذكراته وعلاقته بملوك وشيوخ الجزيرة العربية، بيروت، الدار العربية للموسوعات، ط1، ص 115). لم يكن للشنقيطي بعد التهديد بالقتل إلا الرحيل ومغادرة الكويت خاصة أن الانكليز بدأوا يبحثون عنه لاعتقاله ونفيه إلى الهند. فوجد الملاذ في مدينة الزبير قرب البصرة في جنوب العراق حيث شارك في عدة معارك من الحرب العالمية الأولى إلى جانب جنود الخلافة العثمانية ضد الانكليز ومنها موقعة الشعيبة الشهيرة سنة 1915 م ومعركة كوت الزين وسيحان قرب البصرة. وبعد وفاة الشيخ مبارك، عاد الشنقيطي إلى الكويت مرة ثانية حيث ترك أسرته. لكن الشيخ سالم المبارك الصباح استقبله بالتهديد وطلب منه المغادرة. فعاد مرة ثانية إلى الزبير وبها استقر وأسس جمعية النجاة الأهلية ثم مدرسة النجاة التابعة لها. وقد شاءت الأقدار أن يعود إلى الكويت مرة ثالثة معززا مبجلا مكرما هذه المرة، في عهد صديقه وتلميذه الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح (حكم من 1921 م إلى 1950 م) بعد أن طرده منها جده مبارك الصباح وعمه سالم المبارك الصباح. فكان الاستقبال هذه المرة شعرا. وفي ذلك يقول الشاعر سليمان العدساني: 
إن الـكـويــت لــبـعــدكم   كـادت لــبـلـواهــا تـــمــيــد 
فاصفح لماضيها واغـضـض الطرف عن ذاك البعيد 
هـذي الكـويت تنسـمت    أرجــاؤها لـك مـن جـديـد 
واسـتبشرت بقدومكـم     فـكـأنـمـا كــانــت بـِعـــيـد 
أما الـزبـيـر فـكم لـكم     فـيـهـا مـن الأثـر الـحـمـيـد 
لو كان مثلك عشرة       فــيــنـا لـمـا بـعـد الـبـعـيـد 
عجبي لقوم أغضبو      ك، أما بـهم رجـل رشـيد؟ 
كما يقول عبد اللطيف بن ابراهيم آل نصيف 
 واليوم هللت الكويت وكبرت         لـما أتـاهـا العـالـم الـنـحـريـر 
واستبشرت فرحاً بنابغة الهدى      حـتـى حــسـبـنا أنـها سـتـمـور 
إيه بني قومي وسادة معشري       أومـوا إلـيـه كـلـكـم و أشـيـروا 
خلوا النواظر شاخصات نحوه      ودعوا القلوب تسير حيث يسير 
أمـعـطر الإسـلام من  نفحاتـه       ومعيد روض الدين وهو نضير 
بشرى لهذا الثـغر لـما زرتـه         فـلـكـم تمـنـت أن تــراك ثـغـور 
لم يترك ابن فال الخير الشنقيطي مؤلفات رغم أن مكانته العلمية لا تقل عن باقي الشناقطة. فقد ذكر بعض تلامذته أنه “كان إماما باللغة عالما بالشعر يحفظ الدواوين. كما كانت له اليد الطولى في علم الأنساب. ويروي كتب الصحاح في الحديث ويحدث بها ويدرس علم أصول الحديث وأصول الفقه.” (عبد اللطيف الدليشي الخالدي، الشيخ محمد أمين الشنقيطي، حياته، مذكراته وعلاقته بملوك وشيوخ الجزيرة العربية، بيروت، الدار العربية للموسوعات، ط1، ص 289). إلا أن انصرافه للتدريس وانخراطه في الإصلاح السياسي والاجتماعي أخذا كل جهده ووقته. لكنه ترك ذكرا كبيرا وتأثيرا بالغا في الخليج العربي وتخرج على يديه عدد كبير من العلماء في المناطق التي مر بها. وقد كرمته وزارة الثقافة العراقية بأن خصصت له أول كتاب من سلسلة “أعيان البصرة”، نشر سنة 1978 في بغداد وهو الكتاب الذي أعيد طبعه في بيروت. وهو المرجع الوحيد عن هذا العلم الشامخ من سفراء شنقيط 
______

______

ترجمة نادرة للعلامة محمد سالم ولد عدود

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله ,وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد
هو العلامة محمد سالم ابن عبد الودود الهاشمي اليعقوبي هذا الرجل من أكابر هذه الأمة ومن اشياخ العلم في مشارق الاٍرض ومغاربها ممن حصلت لهم رؤية هذا الرجل ومعاشرته يعرفون أنه من أفراد العلماء في هذا العصر وأنه ممن بلغ رتبة الإجتهاد وأنه أحاط بالعلوم إحاطة قل أن تجد له نظيرا فيها يعرف من العلوم الشيء الكثير ,ولاأقول علوم الشرع وعلوم العربية فله قصب السبق في هذا الباب وله القدح المعلى في هذا النصاب وإنما الشأن في العلوم الأخرى قل الحديث عنها وكثر الجاهلون بها وصار العلم بها من أغرب الغرائب وأعجب العجائب , فهو يلم بكثير من اللغات ولو على وجه الطرفة ويعرف اشياء من علم النجوم وعلوم الأفلاك وعلوم الرمل وأشياء من الحساب وأشياء من عادات الناس وطبعاتهم ولهجاتهم مما تكل به جهود كثير من المدعين في مثل أعصارنا
الشيخ أظن على ماأخبرني أنه من مواليد 1930ميلادية أي أنه الان في حوالي الثانية والسبعين من عمره وقد نشأ في بيت علم وفضل وحفظ القران ولم يبلغ التسع سنين حفظه وهو صغير جدا وحفظه على أمه وخالته وكان يحفظ أجزاءا منه على جدته ولم يقرأه على أبيه وإنما كان يقرأ على ابيه العلوم الصرفة المحضة ونبغ فيها وهو صغيرفقد حدثني حفظه الله أنه لم يزدد بعد السابعة عشر من عمره شيئا من اصول العلوم وإنما هي ثقافات واطلاعات يطلع فيها بين الفينة والأخرى أما العلوم وأصولها وأصول الكتب ومعارفه فيها فقد حازها قبل هذا السن المبكر أي بعيد بلوغه بقليل وقد ادرك فيه أبوه هذا النبوغ وهو صغير جدا فقد كان يحسن التكلم بالعربية ويحسن قرض الشعر وقد حدثني مرة أنه كان ذاهبا مع أحد العلماء من أصحاب أبيه ذاهبا ليستقي لأهل بلدته وعادتهم هناك أنهم يستقون على الأتن من الابار مع الخدم وكان وقتها عمره خمس سنين أو ست سنين الشك منه هكذا قال لي :" لاأدري هل كان عمري خمس سنين أو ست سنينفذهب معهم ليستسقوا وأخذوا الروايا وهي جمع روية وهي التي تملأ بالماء تلك الأسقية الكبيرة التي توضع على ظهور الحمر والأتن فركب على إحدى الاتن وكانت عليها مايسمى بالبردعة موضوعة عليها هذه الروية فركب الشيخ فوقها ورأى خيوطا تنساب من تحتها فأدخل فيها رجله فظن نفسه أنه فوق فرس عتيق لايحابيه فرس ولايبلغه فرس في عظمه وظن نفسه أنه من شجعان العرب, ومن عظماء الخيالة الذين يسوقون الجيوش فانتظم هذا المعنى في قلبه وفي نفسه وهو صغير السن فقال يخاطب ّأتانه وهي أنثى الحمارفقال لها :
سراتك سرجي والرشاء ركابي **وزندك في التقريب ليس بكابي"
فداك كراع والحرون وداحس ** وعلوى وجلوى وعطا وسكابي

وهذا من أغرب الأبيات لا يمكن أن يقولها إلا من وهبه الله هبة من عنده وإلا فمثل هذا النظم البديع وهذا المعنى الرائع يتقاصر عنه كبار الشعراء وأفصح البلغاء .
وسبب هذا أنني كنت أقرأ عليه وقتها في الألفية فمر بنا ذكر التعريف وذكر الشيخ أن من الأبيات التي جمع فيها التعريف بأل قول المتنبي:
"الخيل والليل والبيداء تعرفني ** والسيف والرمح والقرطاس والقلم"
قال:" لاأعلم بيتا جمع فيه التعريف بأل بسبع كلمات إلا هذا البيت ولاأعلم بيت ذكر فيه سبعة أعلام إلا بيتا ذكرته وانشدته وأنا ابن ست سنين" فذكر هذه القصة وأنه مدح هذه الأتان وفداها بسبعة من الخيول المشهورة عند العرب فقال:
سراتك سرجيأي هذا الفراش المهلهل الذي أنا راكب عليه هو بالنسبة إلي كالسرج على الفرس.
والرشاء :اي هذه الحبال المتقطعة من تحت هي ركابي .
الركاب
: هو الذي يضع فيه الفارس رجله أي أنه أدخل رجله في تلك الخيوط فتخيلها ركاب الفارس
وزندك :أي مشيك.
في التقريب :أي تقريب الخطا.
ليس بكابي: أي أنك لا تتعثرين بل تمشين مشي الخيل الجياد
فداك :أي أفديك .
"فداك كراع والحرون وداحس وعلوى وجلوى والعطا وسكابي"ّ:
هذه سبعة أسماء من أعلام الخيول مشهورة عند العرب و منها داحس التي قامت بسببها حرب طويلة بين العرب حرب داحس والغبراء
.

قلت : الشيخ قد نبغ في سن مبكر وقد استمرفي ذلك يعني حرص عليه أبوه لما رجع هذا الرجل وأخبر أباه بأن ابنه قد أنشد ماأنشد, علم أن لابنه هذا شأنا وأنه قد وهبه الله موهبة قل ماتكون عند غيره فحرص أبوه وكان من أكابر علماء ذلك البلد ومن أهل الإفتاء فيه وكانت مدرسته فيها أزيد من خمسمائة طالب مابين ذكر وأنثى يدرسون عليه يوميا ,كل واحد على حدة ولايتجاوز الدرس الجماعي عندهم في العادة ثلاثة إلا في الأحوال النادرة ,
فوالد الشيخ كان يتمتع بهذه المدرسة الكبيرة المشهورة وكان ابنه وقتها صغيرا فعلم أبوه أن فيه نجابة تحتاج إلى حرص وعناية فكان لايلقي درسا إلا وهو جالس على فخذه سواء عليه أكان عليه نائما أو يقظانا المهم لايمكن أن يبدأ والد الشيخ إلا والشيخ جالس على فخذه سواء عليه أكان نائما أو مستيقظا المهم أن يجلس ولذا قال الشيخ بأنني لم أتعب في حفظ شيء مما أحفظه الان كما يفعل باقي الطلاب وأكثر ماأحفظه كنت حفظته سماعا من دروس والدي وقد من الله عليه بحافظة قوية وقد سمعته مرة وقد سئل عما يحفظ من الكتب فأبى أن يجيب فلما أحرج أجاب ببعض مايحفظ وكان مايحفظه عشرات الكتب وذكر أمثلة منها فذكر في النحو الألفية والاحمرار والفية السيوطي هذا في الألفيات ولم يذكر الاجرومية ولاأنظامها الصغيرة ولا غير ذلك من المتون الصغيرة وذكر في السيرة ألفيات حتى ذكر أنه يحفظ زاد المعاد وكان لايذكر كتابا إلا وذكر مقدمته وخاتمته وشيئا من فوائده التي في وسطه وقد من الله عليه بحافظة قوية كان منشؤها من صلاح والده وحرصه على تعليمه فقد حفظ كل هذه المتون , فلاتجده في علم من العلوم إلا ويحفظ العشرة فأزيد وتجد في هذه العشرة ثلاث ألفيات أوأربع ألفيات لايقل عن هذا العدد وفي علوم غير العربية والشرعية .وكان الشيخ متمتعا بحافظة قوية طيلة حياته حتى وهو كبير السن كان يتمتع بحافظة قوية فلقد حضرنا مجلسا كان الشيخ فيه من المدعويين فقام أحد الطلاب ينشد قصيدة يمدح فيها الحاضرين فلما بلغ منتصفها استوقفه الشيخ فقال له:" أتأذن لي .وقد أنشد شطر البيت. فقال له:" أتأذن لي في إتمام هذا البيت؟" فتعجب الحاضرون كيف سيكمل الشيخ بيتا هو لايعرفه فلما أذن له الطالب

لأنه خشي على نفسه من أن يظن الظانون بأنه قد سرق هذه القصيدة من كتاب أو من أحد الشعراء فلما برأه الشيخ قال:" أنا أريد أن أكمله فقط لشيء في نفسيفلما أذن له الشاب أكمل الشيخ البيت كما هو في صحيفة ذلك الشاب وكان هذا من دلائل قوة معرفته باللغة العربية ومعرفة نسق الكلام وأنه حين يحصر الكلام وتجمع أطرافه لايمكن أن يخرج على غير أوجهه فهو حصر ذلك في ذهنه الثاقب و في ذكائه الوقاد فقال ماقال وأنشد البيت كما هو عند صاحبه في صحيفته ثم قال له :"أكملفلما أكمل القصيدة استوقفه مرة أخرى وقال له :"أتأذن لي في شيء أخر ؟" قال:" وماهو ياشيخ؟ّ" قال:" أريد أن أعيد هذه القصيدة لأني أرى الناس قد أعجبهم نظمها وأحب أن أشنف أسماعهم بإعادتهاّفأعادها من حفظه وعدتها في قرابة الأربعين بيتا في مجلس واحد..
وهذه الحكايات عنه مشهورة وعاينا منها الكثير ليس فيها بلاغات ولامرسلات ولاأحاديث وضاعين ولاقصاص ولازال هذا الخير مبثوثا في الامة وليس بعزيز على الله تبارك وتعالى أن يجعل في الامة أمثال هؤلاء فإن بقايا السلف وهؤلاء من سار على طريقهم والتزم طريق العلم فإنا الله عزوجل يمن عليه من فضائله ونعمه بما لا يحتسبه ولا يخطر على بال وقد كنا كثيرا ماننشده أبياتا من أنفسنا نتدرب بين يديه ونتلوا عليه ما ننشئه وننشده لكي يصحح لنا ويصلح لنا ماأخللنا فيه,, فيصحله وننساه وهو من إنشائنا فإذا مرت الأيام والشهور يداعبنا فيقول وهو يشرح شيئا من النحو أومن غيره :"الا تذكرون قول الشاعر كذا وكذا؟" ويستشهد ببيت من أبياتنا أو بقصيدة من قصائد أحد طلابه حفظه الله ورعاه فالشاهد أن الشيخ الكلام عليه فيما يتعلق بعلمه وبحفظه وبورعه وبعلمه الكثير أظن في هذا القدر كفاية وكنت أود أن أنشد لكم بعض أشعاره ولكن يكفي ماذكرنا في صباه وفي هذا القدر كفاية وإنما قلت هذا -يعلم الله- ذكرا لمحاسنه ولأنه من بعض الشكر الذي يتوجب علينا تجاه هذا الشيخ المبارك وإنا والله لنستحي أن ننتسب إليه لأن بيننا وبينه من المفاوز شيء كبير وكبير جدا وإنما ننتسب إليه انتساب احترام وتقدير وإجلال عسى أن يذكره أحد منكم أو كلكم إن شاء الله فتدعون له دعوة صالحة وتسألون الله عزوجل أن يبارك في عمره وأن يمتع به-هنا يبكي الشيخ-وأن يجعله من الصالحين -كلام غير مفهوم-حفظه الله ورعاه فإن العلماء أمنة الناس وهم كالعافية والشمس للناس فهل لهذين من عوض.؟ وأمثال هذا الشيخ كماقال الإمام الذهبي :" لم أكد أراهم إلا في كتاب أو تحت تراب "
أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في الشيخ وأن يحفظه وأن يحفظ إخوانه العلماء في مختلف الارض والبقاع وأن يجعلنا على هديهم سائرين واأن يغفر لنا زللنا وخطأنا ولايؤاخذنا بتجرأنا 

أطل ربيع الكون ..... للأديب الكبير : أحمد ولد عبد القادر

أطل ربيع الكون ..... للأديب الكبير : أحمد ولد عبد القادر


أطل ربيع الكون يرفل في الذكرى :: تطرزه حسنا يعانقها فجرا 
بدائع أنوار الجمال جلالها :: يمد المدى زهوا ويغمره عطرا
ألا يا رسول الله يا منبع الهدى :: ويا شمسه الزهراء والخالد البدرا
عليك سلام الله ينهل دائما :: عليك صلاة الله دائمة تترى
لك المجد والفرقان أعظم شاهد :: من الله والتفضيل و القرب والإسرا
لشانئك الإظلام والتيه والعما :: وحقد على الأكباد يسحقها جمرا
وللمؤمنين العز والحب للذي :: أضاء رؤى الأيام والكون والدهرا
عليك سلام الله ينهل دائما :: عليك صلاة الله دائمة تترى

صورة نادرة من الشاعر الكبير : أحمد ولد عبد القادر

نشأة الخلافة العباسية

نشأة الخلافة العباسية

بداية الدعوة العباسية
كان بنو أمية يجلون آل البيت، ولكن تجاوزات بعض الولاة أساءت في بعض الأحيان إليهم. وكان الوليد بن عبد الملك الخليفة يومئذ قد أقطع الحُميمة (بلدة في الأردن) لعلي بن عبد الله بن عباس فأقام واستقر بها.
بعد زيارة قام بها عبد الله بن محمد (أبو هاشم) إلى الخليفة سليمان بن عبد الملك، الذي رحب به وأكرمه، شعر أبو هاشم بالمرض وأحس بدنو أجله، وأشاع الناس أن سليمان قد سمّه فعرج أبو هاشم على الحميمة ونقل ذلك إلى ابن عمه محمد بن على بن عبد الله بن عباس، وطلب منه أن يقتص من بني أمية وذلك عام 99هـ
لقي كلام أبو هاشم لابن عمه محمد موقعًا من نفسه، وكان رجلاً طموحًا وكان له أكثر من عشرين أخًا يدعمونه بالإضافة إلى أبنائه، فحمل محمد بن على الفكرة وهى: إزالة ملك بني أمية، وبدأ يعمل على تنفيذها

اختيار المكان
اختار الكوفة وخراسان نقطتي انطلاق للدعوة وهو اختيار دقيق لأسباب منها:

1- أكثر الناقمين على بني أمية من الكوفة.
2- أن خراسان تقع في مشرق الدولة وإذا اضطرت الظروف يمكن أن يفر إلى بلاد الترك المجاورة.
3- وفي خراسان صراعات عصبية بين العرب (القيسية واليمانية) يمكن الاستفادة من هذا الصراع لصالحه.
4- وخراسان دولة حديثة عهد بالإسلام، فيمكن التأثير في نفوس أهلها من منطلق العاطفة والحب لآل البيت.
5- اختار الكوفة مركزًا للدعوة ويقيم فيها ما يسمى (بكبير الدعاة أو داعي الدعاة)، وتكون خراسان هي مجال انتشار الدعوة

تنظيم أمور الدعوة
عمد كذلك إلى السرية التامة وكان حريصًا عليها، تنتقل المعلومات من خراسان إلى الكوفة إلى الحميمة، ويتحرك الدعاة على شكل تجار أو حجاج.

أول كبير للدعاة في خراسان هو أبو عكرمة السراج (أبو محمد الصادق) الذي اختار اثني عشر نقيبًا كلهم من قبائل عربية، وهذا يرد على الادعاء بأن الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس. فكان كبير الدعاة يختار اثني عشر نقيبًا يأتمرون بأمره ولا يعرفون الإمام، ولكل نقيب سبعون عاملاً.

بدأت الدعوة تؤتي ثمارها في خراسان، وبدأ يظهر رجالها، مما جعل والي خراسان يومئذ وهو أسد بن عبد الله القسري يقبض على أبي عكرمة السراج، وعدد من أصحابه فيقتلهم سنة 107هـ

وحتى سنة 118هـ استطاع أسد بن عبد الله (كان قد عزل ثم أعيد) بخبرته أن يكشف بعض قادة التنظيم العباسي واشتد عليهم فلجأت الدعوة العباسية إلى السرية التامة من جديد

ولأن رجال الدعوة قد عرفوا هناك كان لابد من تغيير، فتم اختيار عمار بن يزيد (خداش) داعية جديدًا في خراسان، ولكن لم يكن اختيارًا موفقًا إذ أظهر بعد ذلك الكفر وانكشف أمره، وقتل على يد أسد بن عبد الله أيضًا سنة 118هـ

شوهت أفعال خداش صورة الدعوة العباسية في أذهان الناس، ولم يثقوا في الداعية الجديد، إضافةً إلى شدة أسد بن عبد الله عليهم

وحتى سنة 122هـ كانت الدعوة تسير ببطء فلقد ظهر عائق جديد وهو ثورة زيد بن على بن زين العابدين بالكوفة.. وكان لا بُدَّ أثناءها وبعدها من الهدوء ليعود الجو إلى حالته الطبيعية

وفي سنة 125هـ توفي محمد بن علي وأوصى من بعده لابنه إبراهيم؛ ليقوم بمتابعة أمور الدعوة

وجاء الفرج في سنة 125هـ بعد وفاة هشام بن عبد الملك وانشغال الدولة الأموية بصراعاتها الداخلية.. بالإضافة إلى أن الدعوة العباسية بتوجيه من إمامها قررت استغلال الصراع القبلي القائم بخراسان؛ وذلك لأن والي خراسان يومئذ كان (نصر بن سيار) مضريًّا وأكثرية العرب هناك من اليمانية فكرهوه، فاتجهت الدعوة العباسية إلى اليمانية. وأثّر هذا الصراع القبلي على أحوال الناس ومصالحهم بكافة فصائلهم (اليمانيون، المضريون، أهل العلم، الفرس، الترك)، كل هذه الأحداث ساعدت الدعوة العباسية على الانتشاط من جديد.

ظهور أبي مسلم الخراساني
وفي سنة 128هـ ظهرت شخصية قوية هو أبو مسلم الخراساني (فارسي الأصل) أحد دعاة بني العباس منذ سنوات، لمح فيه إبراهيم بن محمد الذكاء والكفاءة، فقرر أن يرسله إلى خراسان حيث أمر الدعوة في نمو مطرد.

وفي سنة 129هـ جاءت إلى أبي مسلم رسالة من الإمام تأمره بالظهور بالدعوة، ففعل، ووالي خراسان يومها مشغول بصراعات الدولة الداخلية، ولما كان يوم عيد الفطر صلى أبو مسلم بالناس

مرحلة الاشتباك المسلح
وقع أول اشتباك بين قوة بني أمية وقوة بني العباس في خراسان، وانتصر فيها أبو مسلم على قوات نصر بن سيار، وكثر أتباع أبي مسلم فقد احتال حيلاً لطيفة في السيطرة على الأمر فكان يرسل إلى اليمانية يستميلهم، ويكتب إلى المضرية يستميلهم بقوله: (إن الإمام أوصاني بك خيرًا، ولست أعدو رأيه فيك)

توترت الأحداث، وبعث مروان بن محمد في طلب إبراهيم بن محمد الإمام المقيم بالحميمة، فقيدوه وأرسلوه إلى الخليفة بدمشق فسجن

وفي سنة 131هـ ازداد تمكن أبي مسلم من الأمر، وفر نصر بن سيار وتوفي، فدانت خراسان كلها لأبي مسلم

وفي سنة 132هـ انتصرت قوات أبي مسلم على قوات العراق ثم توجه إلى الكوفة والتي كان قد خرج بها محمد بن خالد بن عبد الله القسري داعيًا لبني العباس

وفي سنة 132هـ مات إبراهيم بن محمد في سجن مروان بن محمد، وأوصى بالخلافة بعده لأخيه عبد الله بن محمد (السفاح)، وبالفعل اختير السفاح أول خليفة لبني العباس في ربيع الآخر سنة 132هـ

وفي 11 من جمادى الآخرة أرسل السفاح الجيوش لمنازلة الأمويين فسحقهم، واستتب الوضع لبني العباس عدا الأندلس

أول خلفاء بني العباس

خلافة السفاح عبداللله بن محمد العبتسي (من ربيع الآخر 132هـ حتى ذي الحجة 136هـ)
خريطة  الدولة العباسيةولد السفاح بالحميمة ونشأ بها، ثم لما أخذ مروان أخاه إبراهيم انتقل أهله إلى الكوفة فانتقل معهم، ويقال له أيضًا: المرتضى والقاسم. آلت إليه الخلافة كما رأينا واستقر بالكوفة.. بيد أنه واجه محاولات عديدة للخروج عليه، ولكنه استطاع أن يقضي عليها جميعًا مستعينًا بأبي مسلم الخراساني وفئة من أهله وعشيرته وكانوا كثرة، وكان شديد البطش والتنكيل بخصومه، فكان جُلُّ اعتماده على:

1- أبو مسلم الخراساني بالمشرق
2- أخوه أبو جعفر المنصور بالجزيرة وأرمينية والعراق.
3- عمه عبد الله بن على بالشام ومصر

وكان معظم ولاة السفاح من أعمامه وبني أعمامه.. وعَهِد السفاح من بعده إلى أخيه أبي جعفر المنصور ومن بعده إلى ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي. ولم تطل أيامه، فقد أصيب بالجدري فمات ولم تستقر له الأمور بصورة تامة


السلطان سليم الأول.. تاريخ يُكتب بالأفعال



السلطان سليم الأول.. تاريخ يُكتب بالأفعال

لم يكن التاريخ في ذكره الأشخاص ليهتم بأعمارهم أو يوم توليهم السلطة أو يوم وفاتهم قدرَ اهتمامه بأفعالهم التي أثرت في مجرى التاريخ, فكم من حكام أتوا وحكموا سنين عديدة وجلسوا على سدة الأمر أزماناً مديدة ولم يذكر لهم التاريخ موقفاً حسناً كان أو سيئاً، وكم منهم من حكم مدة قصيرة لكن التاريخ جعل لهم في صفحاته الكثير مما يحكى عنهم وعن نتائج أفعالهم.
ومن أمثلة هؤلاء السلطان العثماني سليم الأول الذي قضى في الحكم 9 سنوات فقط لكنها – أي هذه الفترة – كان لها من التأثير الكبير ما غيّر في مسار التاريخ كثيراً.
نبذة :-
ولد في العام 872 هـ ( 1466 م ), تولى الحكم في العام 918 هـ (1512 م) خلفاً لأبيه بايزيد الثاني بعد تنازله عن العرش لإبنه, دامت مدة حكمه 8 سنوات فقط وتوفي في العام 926 هـ ( 1520 م ).

بصماته في التاريخ:-
كان لسقوط الأندلس تأثيراً كبيراً على مجرى الأحداث في الدولة العثمانية, حيث عمل الأسبان والبرتغاليين للانتقام من العالم الإسلامي بعد القضاء على الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية ( التي تضم إسبانيا والبرتغال الحاليين) فوجّه الأسبان والبرتغاليين هجماتهم على العالم الإسلامي من خلال الأساطيل البحرية في كل من المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط.
وكانت رغبتها قوية في تطويق العالم الإسلامي من جهة الشرق أيضاً فكان اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.
ومع اتجاه البرتغال تجاه المشرق الإسلامي بدأت تحتل بعض المدن الساحلية في بحر العرب وخليج عدن بل والخليج العربي، وتلاقت أطماعها مع أطماع الشاه إسماعيل الصفوي فكانت التحالفات بينهما على القضاء على الدولة العثمانية ووضع القوات البرتغالية تحت إمرة الشاه الصفوي متى احتاجها.
أثارت تلك الأخبار والأحداث اهتمام السلطان سليم الأول لأنها تهدد الأماكن المقدسة في شبه الجزيرة العربية خاصة مع وجود البرتغاليين في اليمن والصومال، وعلمت أجهزة مخابراته بخطابات التحالف بين الشاه الصفوي والبرتغاليين. فما كان منه إلا أن تجهز للقتال ضد الصفويين وزحف إليهم نحو تبريز عاصمتهم وهزم العثمانيون الصفويين في معركة جالديران عام 1514م، وكان من نتائجها أن فتح العثمانيون مدينة تبريز عاصمة الصفويين وإضعاف الصفويين وإنهاء التحالف مع البرتغاليين.
وعلى الجهة الأخرى من الجزيرة كانت الدولة المملوكية – والتي بدأت مسيرتها أيام السلطان أيبك وكانت لها صولات وجولات في الدفاع عن الإسلام وأرضه – قد أصابها الوهن، بل وجد السلطان سليم خطاب تحالف بين السلطان المملوكي قانصوه الغوري والصفويين ضد العثمانيين مما استدعى إنهاء الحكم المملوكي لمصر وضمّها وكل أملاك المماليك إلى أملاك العثمانيين. فكان التحرك العثماني تجاه مصر عام 1516م، وتمكن العثمانيون من إلحاق الهزيمة بالمماليك في معركة مرج دابق على مشارف مدينة حلب سنة 1516 م وقتل فيها السلطان المملوكي قانصوه الغوري وأكرمه السطان سليم الأول ودفنه هناك.
وأكمل مسيرته إلى مصر حيث التقى ما تبقى من جيش المماليك بقيادة السلطان طومان باي آخر سلاطين المماليك في معركة الريدانية سنة 1517م، ومن نتائجها سقوط دولة المماليك وسيطرة العثمانيين على أملاكها التي امتدت إلى الحجاز ومكة، وأرسل السلطان سليم حملة لإخضاع اليمن وتمكنت من إخضاع جزء كبير منها.
وانتقلت من بعدها الخلافة الإسلامية إلى العثمانيين بعد تنازل العباسيين عنها حيث كانوا يعيشون في كنف المماليك لكنهم بعد خضوع مصر وسقوط المماليك تنازلوا عن الخلافة إلى الخليفة العثماني سليم الأول.
رغم صغر مدة حكم سليم الأول إلا أن فترة حكمه كانت ذا تأثير عظيم على الدولة العثمانية بل وعلى العالم الإسلامي كله وذلك لعدة أسباب:- 1- توسع دولة العثمانيين في الشرق من الأناضول وضمّها لأملاك الدولة المملوكية إلى أملاك العثمانيين.
2- القضاء على الخطر الصفوي من جهة الشرق.
3- تأمين طريق الحج من هجمات البرتغاليين الصليبية.
4- استرداد بعض المدن الإسلامية التي وقعت تحت الاحتلال البرتغالي.
5- تأمين طرق التجارة البرية بين الهند ودول أوربا عن طريق حلب والقاهرة وجدّة.
المراجع:
1- الدولة العثمانية – الصلابي.
2- تاريخ العرب الحديث – مجموعة من العلماء.
3- تاريخ السلاطين آل عثمان – للقرماني.
4- موقف أوروبا من الدولة العثمانية.
5- صراع المسلمين مع البرتغاليين في البحر الأحمر – غسان الرمال.

قصيدة السراج المنير لعدنان أحمد محمد



قصيدة السراج المنير لعدنان أحمد محمد 


قرض القريض جميل فاقرضه الجملا 
عدنان أحمد محمد

 ولاتبالي بمن قد ذم أو عذلا
وامدح حبيبك خير الخلق مرتجيا
بأن تنال بمدح الهاشميِّ علا
فالشعر محتذر حقا ومعتزل
إن لم يكن في مديح الهادي مرتجلا
ونور أحمد لما جاء عالمنا لغيهب
 الجهل في ليل الضلال جلا 
إن الفؤاد به كلا ومولده
 عن الرباب وأيام القباب سلا
قدكنت معتزلا ليلى و مشتغلا
 بالمصطففى أملا أن أبلغ لأملا
فالمصطفى أملي إن جاءني
 أجلي والمصطفى لأولي الآمال ماخذلا
والمصطفى قد صفا حقا وديدنه
 إيواء ملتجئ إعطاء من سئلا 
والمصطفى رجل في فضله مثل
 ولم يرى أحد للمصطفى مثلا
من نوره استترت شمس الضحى خجلا  
 والبدر من نوره كالشمس قد خجِلا
وكيف أمدحه يوما بقافية ومدحه 
 في كتاب الله قد نزلا
من يوم مولده الأكوان باسمة 
 تعانق الأمن ولإيمان والجذلا 
صلى عليه أله الكون ماسجعت 
  حمامة كي تهيج الهم والخبلا 
والآل والصحب أهل الفضل سادتنا 
 ومن تلا هم ومن للتابعين تلا


الشاعر : عدنا أحمد محمد


عدنان أحمد محمد

مقطع لا يمل من د. عصام البشير

مشاركة مميزة

سيديا ولد هدار في مدح ولد ابن المقداد

ايكول سيديا ولد هدار  في مدح ولد ابن المقداد ول ابن معلوم عهد..==..والدين ابذل فيه جهد راعي كل اكتاب عند..==..فوك اوخر م...

 
code here