ﻟﺒﻠﻮﺡ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻴﻈﺎﻥ ﻣﻌﻴﺎﺭﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﺬﻭﻳﻬﺎ .
ﻭﻗﺪ ﺷﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻲ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ : " ﻟﻤﺮ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﮔﺪ ﮔﻌﺪﺗﻬﺎ " ﺃﻱ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﺳﻤﻨﺘﻬﺎ، ﻭ " ﺗﮕﺒﻆ ﻣﻦ ﻟﺨﻼﮒ ﺃﻝِّ ﺗﮕﺒﻆ ﻣﻦ ﻟﻔﺮﺍﺵ :" ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﺎ ﻣﺘﻼﺯﻡ ﻃﺮﺩﻳﺎ ﻣﻊ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺣﺠﻤﻬﺎ .
ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺿﺨﻢ ﺟﺴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﻬﺎ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﺃﻛﺒﺮ . ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻨﺤﻴﻔﺔ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻠﻤﺲ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻭ ﺫﻭﻳﻬﺎ .
ﻭﻗﺪ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﻈﺎﻥ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻟﺘﺴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ( ﺍﻟﺘﺒﻼﺡ ) ﺑﻠﻐﺖ ﺣﺪ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ، ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ " ﻟﺒﻠﻮﺡ ." ﻭﻳﺒﺪﺃ " ﻟﺒﻠﻮﺡ " ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 7 ﺇﻟﻰ 14 ﺳﻨﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﻪ " ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﻪ " ، ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺇﺭﻏﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ( ﻟﻤﺒﻠﺤﻪ ) ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺰﺑﺪﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﻦ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ ﻟﻴﻼ ( ﻛﻲ ﺗﺘﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﻀﻢ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺗﺤﺎﺷﻴﺎ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ) . ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﺘﺸﺒﻊ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻳﻖ ( ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺏ " ﺑﻠﻐﻤﺎﻥ " ﻣﻠﺘﻮﺗﺎ ﺑﺎﻟﺪﻫﻦ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ) ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ، ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﺏ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﻕ ( ﺍﻟﺰﺭﻳﮓ ) ، ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ . ﻭﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺩﻭﺭﻱ، ﻳﺬﺑﺢ ﺟﺪﻱ ﺃﻭ ﺧﺮﻭﻑ، ﺛﻢ ﻳﻄﺒﺦ ﻟﺤﻤﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻴﻮﻋﺔ ﻓﺘﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺗﺸﺮﺏ ﻣﺮﻗﻪ . ﻭﺗﺪﻋﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ " ﺳﻤْﺒﻠﻮَﻩ " ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺳﻬﺎﻝ ﻳﻨﻈﻒ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ " ﻟﺒﻠﻮﺡ " ﺁﻟﺔ ﺗﺪﻋﻰ " ﺃﮊﻳﺎﺭ " ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﻳﻦ ﻳُـﺮﺑﻂ ﺭﺃﺳﺎﻫﻤﺎ ﺑﺠﻠﺪ ﺭﻗﻴﻖ ﻭﻳﺸﺪ ﺑﻬﻤﺎ ﺃﺻﺒﻊ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻘﺖ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ ﺃﻭ ﺗﻜﺎﺳﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﺏ ﻭﺍﻷﻛﻞ .
ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ ﻛﺬﻟﻚ " ﺍﻛﺼﻴﺮ ﺍﺻﺒﻊ " ﻭ " ﺍﻧﺘﻴﻒ ﺍﻟﻐﻈﺎﺑﻪ " ﻭ " ﻟﻤﺪﮔﻪ " ﻭﻫﻲ ﺟﻌﻞ ﻣﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﻹﻳﻼﻣﻬﺎ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻟﻢ .
ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ " ﻟﺒﻠﻮﺡ " ﺇﻟﻰ ﺇﺭﻏﺎﻡ " ﻟﻤﺒﻠﺤﻪ " ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺏ ﻣﺎ ﺗﻘﻴﺄﺗﻪ ﺗﺮﻫﻴﺒﺎ ﻟﻬﺎ .
ﻫﺬﺍ ﻭﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ " ﻟﺒﻠﻮﺡ " ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻛﻲ ﺗﺘﻠﺒﺪ ﺍﻟﻠﺤﻮﻡ ﻭﺍﻟﺸﺤﻮﻡ ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺑﺴﺮﻋﺔ .
ﻭﺗﻮﺻﻒ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﺄﻭﺻﺎﻑ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺳﻤﻨﺘﻬﺎ؛ ﻓﺘﺪﻋﻰ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ " ﺍﻣْﺤﺒﺮْﻃﻪ " ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﺳﻴﻢ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮﻧﻬﺎ " ﻧﺎﺩﻳَﻪ " ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻮﺍﺩﺭ ﺳﻤﻨﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺪﻋﻮﻧﻬﺎ " ﻣﺘﺤﺎﻭﺻﻴﻨﻬﺎ ﻟﻌﻈﺎﻡ :" ﺃﻱ ﺃﻥ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻢ ﻭﺍﻟﺸﺤﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ( ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻮﺭﻛﻴﻦ ) ، ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮﻧﻬﺎ " ﺍﻣﻐﺒْﺮَﻩ " ﺃﻱ ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ ﻛﻠﻴﺎ . ﺃﻣﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﻴﺪﻋﻮﻧﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑـ " ﻣﻔﻠﻮﺗﻪ :" ﻭﻫﻲ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻟﻠﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ .
# ﻛﺎﻣﻞ _ ﺍﻟﺴﻤﻨﺔ
لمتابعة صحفة الزميلة ليلى إضغط هنا