فديوهات

أطل ربيع الكون ..... للأديب الكبير : أحمد ولد عبد القادر

أطل ربيع الكون ..... للأديب الكبير : أحمد ولد عبد القادر


أطل ربيع الكون يرفل في الذكرى :: تطرزه حسنا يعانقها فجرا 
بدائع أنوار الجمال جلالها :: يمد المدى زهوا ويغمره عطرا
ألا يا رسول الله يا منبع الهدى :: ويا شمسه الزهراء والخالد البدرا
عليك سلام الله ينهل دائما :: عليك صلاة الله دائمة تترى
لك المجد والفرقان أعظم شاهد :: من الله والتفضيل و القرب والإسرا
لشانئك الإظلام والتيه والعما :: وحقد على الأكباد يسحقها جمرا
وللمؤمنين العز والحب للذي :: أضاء رؤى الأيام والكون والدهرا
عليك سلام الله ينهل دائما :: عليك صلاة الله دائمة تترى

صورة نادرة من الشاعر الكبير : أحمد ولد عبد القادر

نشأة الخلافة العباسية

نشأة الخلافة العباسية

بداية الدعوة العباسية
كان بنو أمية يجلون آل البيت، ولكن تجاوزات بعض الولاة أساءت في بعض الأحيان إليهم. وكان الوليد بن عبد الملك الخليفة يومئذ قد أقطع الحُميمة (بلدة في الأردن) لعلي بن عبد الله بن عباس فأقام واستقر بها.
بعد زيارة قام بها عبد الله بن محمد (أبو هاشم) إلى الخليفة سليمان بن عبد الملك، الذي رحب به وأكرمه، شعر أبو هاشم بالمرض وأحس بدنو أجله، وأشاع الناس أن سليمان قد سمّه فعرج أبو هاشم على الحميمة ونقل ذلك إلى ابن عمه محمد بن على بن عبد الله بن عباس، وطلب منه أن يقتص من بني أمية وذلك عام 99هـ
لقي كلام أبو هاشم لابن عمه محمد موقعًا من نفسه، وكان رجلاً طموحًا وكان له أكثر من عشرين أخًا يدعمونه بالإضافة إلى أبنائه، فحمل محمد بن على الفكرة وهى: إزالة ملك بني أمية، وبدأ يعمل على تنفيذها

اختيار المكان
اختار الكوفة وخراسان نقطتي انطلاق للدعوة وهو اختيار دقيق لأسباب منها:

1- أكثر الناقمين على بني أمية من الكوفة.
2- أن خراسان تقع في مشرق الدولة وإذا اضطرت الظروف يمكن أن يفر إلى بلاد الترك المجاورة.
3- وفي خراسان صراعات عصبية بين العرب (القيسية واليمانية) يمكن الاستفادة من هذا الصراع لصالحه.
4- وخراسان دولة حديثة عهد بالإسلام، فيمكن التأثير في نفوس أهلها من منطلق العاطفة والحب لآل البيت.
5- اختار الكوفة مركزًا للدعوة ويقيم فيها ما يسمى (بكبير الدعاة أو داعي الدعاة)، وتكون خراسان هي مجال انتشار الدعوة

تنظيم أمور الدعوة
عمد كذلك إلى السرية التامة وكان حريصًا عليها، تنتقل المعلومات من خراسان إلى الكوفة إلى الحميمة، ويتحرك الدعاة على شكل تجار أو حجاج.

أول كبير للدعاة في خراسان هو أبو عكرمة السراج (أبو محمد الصادق) الذي اختار اثني عشر نقيبًا كلهم من قبائل عربية، وهذا يرد على الادعاء بأن الدولة العباسية قامت على أكتاف الفرس. فكان كبير الدعاة يختار اثني عشر نقيبًا يأتمرون بأمره ولا يعرفون الإمام، ولكل نقيب سبعون عاملاً.

بدأت الدعوة تؤتي ثمارها في خراسان، وبدأ يظهر رجالها، مما جعل والي خراسان يومئذ وهو أسد بن عبد الله القسري يقبض على أبي عكرمة السراج، وعدد من أصحابه فيقتلهم سنة 107هـ

وحتى سنة 118هـ استطاع أسد بن عبد الله (كان قد عزل ثم أعيد) بخبرته أن يكشف بعض قادة التنظيم العباسي واشتد عليهم فلجأت الدعوة العباسية إلى السرية التامة من جديد

ولأن رجال الدعوة قد عرفوا هناك كان لابد من تغيير، فتم اختيار عمار بن يزيد (خداش) داعية جديدًا في خراسان، ولكن لم يكن اختيارًا موفقًا إذ أظهر بعد ذلك الكفر وانكشف أمره، وقتل على يد أسد بن عبد الله أيضًا سنة 118هـ

شوهت أفعال خداش صورة الدعوة العباسية في أذهان الناس، ولم يثقوا في الداعية الجديد، إضافةً إلى شدة أسد بن عبد الله عليهم

وحتى سنة 122هـ كانت الدعوة تسير ببطء فلقد ظهر عائق جديد وهو ثورة زيد بن على بن زين العابدين بالكوفة.. وكان لا بُدَّ أثناءها وبعدها من الهدوء ليعود الجو إلى حالته الطبيعية

وفي سنة 125هـ توفي محمد بن علي وأوصى من بعده لابنه إبراهيم؛ ليقوم بمتابعة أمور الدعوة

وجاء الفرج في سنة 125هـ بعد وفاة هشام بن عبد الملك وانشغال الدولة الأموية بصراعاتها الداخلية.. بالإضافة إلى أن الدعوة العباسية بتوجيه من إمامها قررت استغلال الصراع القبلي القائم بخراسان؛ وذلك لأن والي خراسان يومئذ كان (نصر بن سيار) مضريًّا وأكثرية العرب هناك من اليمانية فكرهوه، فاتجهت الدعوة العباسية إلى اليمانية. وأثّر هذا الصراع القبلي على أحوال الناس ومصالحهم بكافة فصائلهم (اليمانيون، المضريون، أهل العلم، الفرس، الترك)، كل هذه الأحداث ساعدت الدعوة العباسية على الانتشاط من جديد.

ظهور أبي مسلم الخراساني
وفي سنة 128هـ ظهرت شخصية قوية هو أبو مسلم الخراساني (فارسي الأصل) أحد دعاة بني العباس منذ سنوات، لمح فيه إبراهيم بن محمد الذكاء والكفاءة، فقرر أن يرسله إلى خراسان حيث أمر الدعوة في نمو مطرد.

وفي سنة 129هـ جاءت إلى أبي مسلم رسالة من الإمام تأمره بالظهور بالدعوة، ففعل، ووالي خراسان يومها مشغول بصراعات الدولة الداخلية، ولما كان يوم عيد الفطر صلى أبو مسلم بالناس

مرحلة الاشتباك المسلح
وقع أول اشتباك بين قوة بني أمية وقوة بني العباس في خراسان، وانتصر فيها أبو مسلم على قوات نصر بن سيار، وكثر أتباع أبي مسلم فقد احتال حيلاً لطيفة في السيطرة على الأمر فكان يرسل إلى اليمانية يستميلهم، ويكتب إلى المضرية يستميلهم بقوله: (إن الإمام أوصاني بك خيرًا، ولست أعدو رأيه فيك)

توترت الأحداث، وبعث مروان بن محمد في طلب إبراهيم بن محمد الإمام المقيم بالحميمة، فقيدوه وأرسلوه إلى الخليفة بدمشق فسجن

وفي سنة 131هـ ازداد تمكن أبي مسلم من الأمر، وفر نصر بن سيار وتوفي، فدانت خراسان كلها لأبي مسلم

وفي سنة 132هـ انتصرت قوات أبي مسلم على قوات العراق ثم توجه إلى الكوفة والتي كان قد خرج بها محمد بن خالد بن عبد الله القسري داعيًا لبني العباس

وفي سنة 132هـ مات إبراهيم بن محمد في سجن مروان بن محمد، وأوصى بالخلافة بعده لأخيه عبد الله بن محمد (السفاح)، وبالفعل اختير السفاح أول خليفة لبني العباس في ربيع الآخر سنة 132هـ

وفي 11 من جمادى الآخرة أرسل السفاح الجيوش لمنازلة الأمويين فسحقهم، واستتب الوضع لبني العباس عدا الأندلس

أول خلفاء بني العباس

خلافة السفاح عبداللله بن محمد العبتسي (من ربيع الآخر 132هـ حتى ذي الحجة 136هـ)
خريطة  الدولة العباسيةولد السفاح بالحميمة ونشأ بها، ثم لما أخذ مروان أخاه إبراهيم انتقل أهله إلى الكوفة فانتقل معهم، ويقال له أيضًا: المرتضى والقاسم. آلت إليه الخلافة كما رأينا واستقر بالكوفة.. بيد أنه واجه محاولات عديدة للخروج عليه، ولكنه استطاع أن يقضي عليها جميعًا مستعينًا بأبي مسلم الخراساني وفئة من أهله وعشيرته وكانوا كثرة، وكان شديد البطش والتنكيل بخصومه، فكان جُلُّ اعتماده على:

1- أبو مسلم الخراساني بالمشرق
2- أخوه أبو جعفر المنصور بالجزيرة وأرمينية والعراق.
3- عمه عبد الله بن على بالشام ومصر

وكان معظم ولاة السفاح من أعمامه وبني أعمامه.. وعَهِد السفاح من بعده إلى أخيه أبي جعفر المنصور ومن بعده إلى ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي. ولم تطل أيامه، فقد أصيب بالجدري فمات ولم تستقر له الأمور بصورة تامة


السلطان سليم الأول.. تاريخ يُكتب بالأفعال



السلطان سليم الأول.. تاريخ يُكتب بالأفعال

لم يكن التاريخ في ذكره الأشخاص ليهتم بأعمارهم أو يوم توليهم السلطة أو يوم وفاتهم قدرَ اهتمامه بأفعالهم التي أثرت في مجرى التاريخ, فكم من حكام أتوا وحكموا سنين عديدة وجلسوا على سدة الأمر أزماناً مديدة ولم يذكر لهم التاريخ موقفاً حسناً كان أو سيئاً، وكم منهم من حكم مدة قصيرة لكن التاريخ جعل لهم في صفحاته الكثير مما يحكى عنهم وعن نتائج أفعالهم.
ومن أمثلة هؤلاء السلطان العثماني سليم الأول الذي قضى في الحكم 9 سنوات فقط لكنها – أي هذه الفترة – كان لها من التأثير الكبير ما غيّر في مسار التاريخ كثيراً.
نبذة :-
ولد في العام 872 هـ ( 1466 م ), تولى الحكم في العام 918 هـ (1512 م) خلفاً لأبيه بايزيد الثاني بعد تنازله عن العرش لإبنه, دامت مدة حكمه 8 سنوات فقط وتوفي في العام 926 هـ ( 1520 م ).

بصماته في التاريخ:-
كان لسقوط الأندلس تأثيراً كبيراً على مجرى الأحداث في الدولة العثمانية, حيث عمل الأسبان والبرتغاليين للانتقام من العالم الإسلامي بعد القضاء على الوجود الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية ( التي تضم إسبانيا والبرتغال الحاليين) فوجّه الأسبان والبرتغاليين هجماتهم على العالم الإسلامي من خلال الأساطيل البحرية في كل من المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط.
وكانت رغبتها قوية في تطويق العالم الإسلامي من جهة الشرق أيضاً فكان اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.
ومع اتجاه البرتغال تجاه المشرق الإسلامي بدأت تحتل بعض المدن الساحلية في بحر العرب وخليج عدن بل والخليج العربي، وتلاقت أطماعها مع أطماع الشاه إسماعيل الصفوي فكانت التحالفات بينهما على القضاء على الدولة العثمانية ووضع القوات البرتغالية تحت إمرة الشاه الصفوي متى احتاجها.
أثارت تلك الأخبار والأحداث اهتمام السلطان سليم الأول لأنها تهدد الأماكن المقدسة في شبه الجزيرة العربية خاصة مع وجود البرتغاليين في اليمن والصومال، وعلمت أجهزة مخابراته بخطابات التحالف بين الشاه الصفوي والبرتغاليين. فما كان منه إلا أن تجهز للقتال ضد الصفويين وزحف إليهم نحو تبريز عاصمتهم وهزم العثمانيون الصفويين في معركة جالديران عام 1514م، وكان من نتائجها أن فتح العثمانيون مدينة تبريز عاصمة الصفويين وإضعاف الصفويين وإنهاء التحالف مع البرتغاليين.
وعلى الجهة الأخرى من الجزيرة كانت الدولة المملوكية – والتي بدأت مسيرتها أيام السلطان أيبك وكانت لها صولات وجولات في الدفاع عن الإسلام وأرضه – قد أصابها الوهن، بل وجد السلطان سليم خطاب تحالف بين السلطان المملوكي قانصوه الغوري والصفويين ضد العثمانيين مما استدعى إنهاء الحكم المملوكي لمصر وضمّها وكل أملاك المماليك إلى أملاك العثمانيين. فكان التحرك العثماني تجاه مصر عام 1516م، وتمكن العثمانيون من إلحاق الهزيمة بالمماليك في معركة مرج دابق على مشارف مدينة حلب سنة 1516 م وقتل فيها السلطان المملوكي قانصوه الغوري وأكرمه السطان سليم الأول ودفنه هناك.
وأكمل مسيرته إلى مصر حيث التقى ما تبقى من جيش المماليك بقيادة السلطان طومان باي آخر سلاطين المماليك في معركة الريدانية سنة 1517م، ومن نتائجها سقوط دولة المماليك وسيطرة العثمانيين على أملاكها التي امتدت إلى الحجاز ومكة، وأرسل السلطان سليم حملة لإخضاع اليمن وتمكنت من إخضاع جزء كبير منها.
وانتقلت من بعدها الخلافة الإسلامية إلى العثمانيين بعد تنازل العباسيين عنها حيث كانوا يعيشون في كنف المماليك لكنهم بعد خضوع مصر وسقوط المماليك تنازلوا عن الخلافة إلى الخليفة العثماني سليم الأول.
رغم صغر مدة حكم سليم الأول إلا أن فترة حكمه كانت ذا تأثير عظيم على الدولة العثمانية بل وعلى العالم الإسلامي كله وذلك لعدة أسباب:- 1- توسع دولة العثمانيين في الشرق من الأناضول وضمّها لأملاك الدولة المملوكية إلى أملاك العثمانيين.
2- القضاء على الخطر الصفوي من جهة الشرق.
3- تأمين طريق الحج من هجمات البرتغاليين الصليبية.
4- استرداد بعض المدن الإسلامية التي وقعت تحت الاحتلال البرتغالي.
5- تأمين طرق التجارة البرية بين الهند ودول أوربا عن طريق حلب والقاهرة وجدّة.
المراجع:
1- الدولة العثمانية – الصلابي.
2- تاريخ العرب الحديث – مجموعة من العلماء.
3- تاريخ السلاطين آل عثمان – للقرماني.
4- موقف أوروبا من الدولة العثمانية.
5- صراع المسلمين مع البرتغاليين في البحر الأحمر – غسان الرمال.

قصيدة السراج المنير لعدنان أحمد محمد



قصيدة السراج المنير لعدنان أحمد محمد 


قرض القريض جميل فاقرضه الجملا 
عدنان أحمد محمد

 ولاتبالي بمن قد ذم أو عذلا
وامدح حبيبك خير الخلق مرتجيا
بأن تنال بمدح الهاشميِّ علا
فالشعر محتذر حقا ومعتزل
إن لم يكن في مديح الهادي مرتجلا
ونور أحمد لما جاء عالمنا لغيهب
 الجهل في ليل الضلال جلا 
إن الفؤاد به كلا ومولده
 عن الرباب وأيام القباب سلا
قدكنت معتزلا ليلى و مشتغلا
 بالمصطففى أملا أن أبلغ لأملا
فالمصطفى أملي إن جاءني
 أجلي والمصطفى لأولي الآمال ماخذلا
والمصطفى قد صفا حقا وديدنه
 إيواء ملتجئ إعطاء من سئلا 
والمصطفى رجل في فضله مثل
 ولم يرى أحد للمصطفى مثلا
من نوره استترت شمس الضحى خجلا  
 والبدر من نوره كالشمس قد خجِلا
وكيف أمدحه يوما بقافية ومدحه 
 في كتاب الله قد نزلا
من يوم مولده الأكوان باسمة 
 تعانق الأمن ولإيمان والجذلا 
صلى عليه أله الكون ماسجعت 
  حمامة كي تهيج الهم والخبلا 
والآل والصحب أهل الفضل سادتنا 
 ومن تلا هم ومن للتابعين تلا


الشاعر : عدنا أحمد محمد


عدنان أحمد محمد

الأديب محمد ولد أبن ولد أحميدن إبداع بشاعرية لا ساحل لها

الأديب محمد ولد أبن ولد أحميدن إبداع بشاعرية لا ساحل لها 

تعودنا في هذه الصفحة أن نقدم لك ـ عزيزي القارئ ـ حياة شخصية أديبة تنتج أدبا شعبيا تاركين لأدبها (اغناه) أن يقدم لك جانبها الإبداعي.
واليوم سنتعرف على شخصية ملأت الدنيا وشغلت الناس، وحلق ذكرها خفاقا في سماء الشهرة الأدبية، إنها شخصية الأديب محمد ولد أبن ولد احميدن،
ذلك المبدع الذي عاش في أذهان أهل الأدب وفي مجالسهم أكثر مما عاش في كتاباتهم وتآليفهم. ولد محمد ولد ابن سنة 1897م في منطقة (ارگاب لعـگلل) أو رقاب العقل كما يدعوها هو في شعره الفصيح:
رقاب العقل إن لنا ولوعـــــــا = = بجيرتكن قد سكن الضلوعـــا
وتقع منطقة (ارگاب لعـگلل) في الجانب الشرقي من ولاية اترارزه.

نشأ شاعرنا نشأة مدللة وعاش حياة مترفة، وقد مكنته ظروفه من حقفظ القرآن باكرا ومن تلقي مبادئ العلوم في بيوت حيه، ولما بلغ سن التحصيل طلب العلم على مشايخ أجلاء من أبرز علماء عصره مثل الشيخ محمدو حامد ولد ألا والشيخ احمدو ولد احذيه وأحمدو ولد محمد محمود ولد فتى (اباه).

نبغ محمد في الشعر بشقيه الفصيح والشعبي وهو غض طري العود لم يزل، وكان يتساجل في (لغن) مع والده الذي كان أديبا مرموقا، وحسب الدكتور احمدو ولد حبيب الله، فقد بلغ ما جمع من (اغن محمد) 1400 تافلويت. كان محمد ولد ابن صوتا شعريا مدويا اخترقت شهرته آفاق القطر مشرقة ومغربة وجرت قصائده الفصيحة وأزجاله اللهجية على كل لسان، وكان لجرأته ومقدرته على الإفحام أثر كبير في ذيوع صيته وانتشاره في عصر هيمنت فيه المنافرات وساد فيه شعر النقائض.

توفي محمد ولد ابن ـ رحمه الله ـ سنة 1943 بعد مرض ألم به في بلاد السنغال وفي منطقة (دگانه) تحديدا، وقد حضر وفاته جماعة من رفقاء دربه في الشهرة والأدب منهم محمد ولد محمد اليدالي والعالم ولد البشير.

وبخفوت صوت ذلك الطائر الغريد طويت صفحة مشرقة من العبقرية تحتاج اليوم من يقرأ ما بين سطورها.

اغن محمد ولد ابن لم يكن محمد ولد ابن يعدي عن جناح مهيض عندما قال:
لغى حسان لم تك للنبيه= = بلائقة ولم تك تطبيـــــه
وإنما كان يحاول نقل السجال بينه وبين خصومه إلى فن آخر لاختبار مقدرتهم وتمرسهم، وبما أن أغلب إنتاج الرجل هو مساجلات ومعارك كلامية فقد غبن كثيرا وغيب إنتاجه وظلمت عبقريته لاعتبارات يطبعها التحفظ وعدم التجرد وخفوت الصوت النقدي المتحرر الذي لا ينظر إلى النص إلا من زاويته الأدبية.

يمتاز (اغن) محمد بالإنسابية وسهولة وإن جنح في بعض الأحيان إلى استخدام البلاغة والاتكاء على البديع في تكلف مستظرف كقوله:
جيت اللخيــــامْ امعـــــــارْواحْ= = الشمسْ ؤتو امجيــــــــــنَ
مانكْ شينَ ومع اصْبــــــــــــــاحْ = = امشين مانكْشيـــــــــــــــنَ
ولعل قلة الإسفاف والابتذال الملاحظة في إنتاج الرجل راجع إلى كثرة خصومه واختلاف مشاربهم مما يجعله يأخذ الحيطة والحذر ويحرص على أن لا يترك لمناوئيه من شعراء ونقاد ثغرة ينفذون منها إلى نقده التشهيري به.

تناول محمد جميع أغراض (لغن) وأبدع فيها وخاصة غرض الفخر وغرض الغزل، كما أن مساجلاته تشي بقدر كبير من الذكاء في التعامل مع الأنداد الذين جرت بينه وبينهم مقاولات.

الفخر عند محمد ولد ابن:
لم يكن الفخر عند صاحبنا يخرج عن إطار الاعتداد بالأهل والإعجاب بالنفس فهو البداع المرهوب الجناب، وهو الذكي العصامي المجيد الذي لا يأخذ المعاني من غيره ولا تخفى عليه سرقات (لمغن) وانتحالاتهم:
كان ضاقْ الراوِ ننبـــــــاوْ = = ذاكْ باشْ الروصْ ارفدنََ
ؤلا اعْلينََ كنّ لفــــــــــــراوْ = = ؤلانـْزوزُ زاد ابلــــــــــدنَ
كانْ گام امغـــــنِّ زداحْ = = مولْ لوحْ ؤلاهِ يلتــــــــــاحْ
داحْ شورِ بغن تزْداحْ = = كنتْ گبللُ تاركْ لغــــــــــنَ
ما يْــطولْ ***ْ افْـنُبـــــاحْ= = كانْ زامْ الليثْ افركــــــــــنَ
ؤكانْ جانِِ لغــــنَ مزروگْ = = طوْگْ منُّ يعلَ عن طوْگْ
مــانّتّـگْ كونْ ابلعروگْ = = ذاكْ باشْ انعدلْ لغـــــــــنَ
ؤلانـْگاطعْ بغـْــنَ مصـروگْ = = ؤلايْـزوزْ اعلي معـــــــنَ
وتعتبر مجالس أزوان حلبة يتسابق فيها فرسان الكلمة فيجل ويكرم السابق ويؤنب ويخذل المتخلف الواني، وكان محمد دائما مجليا في الشعر ولم يكن أغلب (لمغنين) يجرؤ على الإنشاء بين يديه، وكما يقال لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، استمع إليه وهو يخاطب إحدى الفنانات في أسلوب مفعم بالتحدي:
ياسِيتُّ لا تْــظنِّ = = عنِّ شــاطني امغــــنِّ
لاهِ يــگلعْ هاكْ مـــنِّ = = بغنــــاهْ اتوْگيِـگْْ
وللّ شاعرْ راغْ فنِّ = = فلْيمّْ اظِييـــــــــگْ
والله ما مظـــنونْ عنِّ = = وايّاهْ انجُ ســـيگْ
والبدّاعَ كلْ ملــگَ = = جابرْ عنـــهَ فيهْ سبـْگَ
وامـّاسيهَ فرْ طفْــگَ= = ما خلْــگْ اظاييــــــگْ
ؤلاگطْ ابشــايْ زَلْـگَ= = شورِ گالتْ گيـگْ
وِيلََ گالتْ گيـگْ تبگَ = = بينْ الناسْ ادْگيــگْ
واطفلْ عجبُ بعدْ لوحُ= = تشهدْ لمْخــاليــگْ
عنُّ والله ما يْــلوحُ = = فبْهارِ لخنيــگْ
وعلى هذه الوتيرة سار جل إنتاج الشاعر في هذا المجال.
الغزل عند محمد ولد ابن:
كان محمد شاعرا غزلا تتزاحم أسماء معشوقاته في (اغناه) وتكثر فيه القصص الغرامية والأساليب الحوارية ‘ فتارة يخاطب أخاه الذي وجد عليه وهجره لهنات لا يراها محمد بالغة الأهمية َ:
مذكو رْ النّاج عاد هكْ= = للمولِع بيه إناج
وان ذ عند ينــــــدركْ= = وامّسع فيه أناج
بِــيّ ڰاع الّ ما نْـشكْ= = افْـشِِ وساه النّاجِ
النّاج خويَ وِِيشيـــرْ = = اسغَرْمِنّ والخُ اسْغيْر
عذرَ مانللّ ماكْبــــيرْ = = اعلَ النّاج تِجْلاجِ
يَــنّاجِ خوي لا ادّيرْ = = شِ فَخْلا ڰكْ والاّجِ

وطورا يخاطب فنانة قد أذكت نار الغيرة في قلبه بمناجاتها لأحد لداته في المجلس ‘ ورب ضارة نافعة فقد أطفأت تلك المغنية بابتسامتها لنجيها نار غضب الشاعر وجعلته يبتسم رغما عنه‘ واستمع إليه يصور تلك الأحاسيس المتنافرة:
يَيَـــاقُوتَ خالاكْ حدْ = = خِــــــلوِيّ جَلّجْتيـــنِ
بيهَ يغيرْ امنينْ بعـدْ = = اظْـحَكتِ ظحّكتيــــنِ

وتبلغ الأريحية مداها عند الشاعر عند ما يتنازل لغريمه عن دين مستحق ‘ لا لشيء إلا لأنه في أثناء فترة التقاضي أصاب لقاء من حبيب جعله ينسى دينه ويشكر لصاحبه توفير فرصة اللقاء تلك باستدعائه له عند قاضي تلك الناحية:
اللهْ اسَلّمْ ولْ بايْ = = الْمشّانِ منْ هكْ جايْ
إِلينْ اعطيتْ أيامْ رايْ= = منْ منتْ الشيخْ امْلا ڰَ
واللهْ مانِبغِ ڰاعْ شايْ = = اتْـليتْ افْذِ لخـْــــــلا ڰَ
فَـــوّتْ الفاتْ امْن اشهَرْ = = فِظّـــحكْ الما يُتــــــا ڰَ
واسْوَ بالْبڰْـْــرَ ڰاعْ مرْ = = عاڰِبْ ذاكْ ؤُ بالنّــــا ڰَ

وإذا كانت التضحية بالمال هينة في سبيل المحبوب فإن التضحية بالصداقة تبدو أمرا بعيدا حتى ولو اقتضى ذلك صرم حبال الحبيبة وهجرها ‘ استمع إليه يقول وقد وقع هو وصديقه الولي ولد الشيخ يب في حبائل إحداهن:
انْراعِ فِيّ عِتْ شادْ = = لِكْ شِ ماكنتْ اعليكْ صادْ ؤفيكْ اتخممتْ إلينْ عادْ= = تِخمامِ فيكْ امحالِ عڰْبتْ حجْلِتْ لِ فيكْ زادْ = = ڰـــــِلتْ عِــزّكْ منْ تالِ بِـــيّ عِــزتْ لكْ ذَ اشْريفْ= = الّ يبغيكْ الغـــــــالِ الّ ماهُ ثقيلْ كيفْ = = شرْفتْ ذَ الدّهـــــرْ التــــّالِ ولمحمد (ڰيفان) غزلية سائرة منها:
محمدلّ ابن بعدْ = = ملسَ عندُ هندُ
ؤلاهُ جاحِدْ عنْ حَدْ = = عنهَ ملسَ عندُ
ومنها:
يَحدْ اتلودْ بعــدْ الْحَدْ = = املسْ زِنــــــدُ
لاهِ ننعتْ لكْ حدْ= = املسْ زندُ هنــــــدُ
ومنها أيضا:
امعاك البارح ما جمّعتْ = = خايفْ نفڰعْ سيد السالمْ
مانِ عالمْ واعڰبتْ افڰعتْ= = سيد السالم مان عالم
اكطاعات محمد ولد ابن:
كان مجال "لكطاع" من أهم أسباب شهرة محمدولد ابن فبه طار ذكره ولمع اسمه وأصبح مهوى أفئدة "لمغنين" الذين يرون أن في "لكطاع" مع محمد ولد ابن فرصة ذهبية للشهرة ليس من الحكمة تفويتها ‘ ولعل ذلك ما فطن له محمد فترفع عن مساجلة كثير من الأدباء ممن تعرضوا له في الشعر و "لغن" ‘ وممن ساجلهم محمد ولد ابن محمد الحسن ولد الشيخ حبيب الله والولي ولد الشيخ يب والشيخ ولد مكي ومحمد ولد محمد اليدالي و لارباس ولد اللّيْ ومحمدن ولد سيدي ابراهيم‘ وتنقسم مساجلاته مع هؤلاء إلى نقائض وإخوانيات ‘ ولقد كان بعض "لمغنين" يتحاشون المجالس التي يحضرها محمد ولد أبن ولسان حالهم يقول:
أشْبَهْ حَـــدْ إلى ڰـــدْ = = عنْ صَــيدْ إداشغْــَر
يِـتــمَـــزْرَ وانَ بعـــدْ = = انــْــدَورْ نِــتمــــزْرَ

وهنا نذكر أن ولد ابن قد أبدع "ڰـــافا" لم يتصدّ لتطلاعه سوى لارباس ولد اللّيْ وڰاف محمد هو:
لَحــّڰْ لَهلْ الموزونْ انّ = = جلْ اغنانَ عادْ امعانَ
مَلكوتْ الموزونْ انّ = = ما مِــــشتركُ حدْ امعانَ
أما طلعة لارباس فهي:
ڰــــافكْ ڰـــــِلتُ يوم اجُّمْعَ = = واطـْـــلَعْ طــَــلْعَ فوڰْ اسّــمْعَ
ؤلا لاهِ تبْڰالُ لَــــمْـــــــــعَ = = ؤلا لاهِ تــــــبْڰ لـَمعـــــــــانَ
وانَ شورَكْ طامِعْ طَـــــمـْعَ = = واخْـــلاڰِ شوركْ طَـــمْـعانَ
لَــحّــڰْ لـــَهْلْ الموزونْ انّ......
وفي نهاية هذه الدردشة نورد شهادة لأحد أبناء الأسرة الشهيرة أهل هدار حيث قال إن ولد ابن أقدر من سواه لأن "لمغن" إذا احتاج إلى متحرك واحد لإكمال "التافلويت" ألغى كلمة تامة أو تركيبا ولجأ للحذف والاستبدال أما هو فإنه إذا احتاج إلى متحرك واحد أتى بكلمة تامة تقوم مقام المتحرك ولم يلغ تركيبا ولا جملة مثال ذلك قوله:
تـــكْحــزْ منْ فمْ الْ سطْـــرَ اخْــرَ‘ فكلمة "اخرَ" في التافلويت قامت مقام متحرك واحد.
بقلم الدكتور التقي ولد الشيخ
****
المصدر : أرشيف موقع التيسير الثقافي

ولد الهدى فالكائنات ضياء لأمير الشعراء أحمد شوقي

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ


وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ


الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ


لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ


وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي


وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ


وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا


بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ


وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ


وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ


نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ


فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ


اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ


أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ


يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً


مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا


بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي


إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ


خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ


دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ


هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت


فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ


خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها


إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ


بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت


وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ


وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ


حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ


وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ


وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ


أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ


وَتَـهَـلَّـلَـ ت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ


يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ


وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ


الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ


فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ


ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت


وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ


وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم


خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ


وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ


جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ


نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ


وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ


فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ


وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ


بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم


يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ


يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا


مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ


لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها


ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ


زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ


يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ


أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ


وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ


وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ


مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ


فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى


وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ


وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً


لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ


وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ


هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ


وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ


فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ


وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ


وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُب


وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ


المرابطون يصنعون التاريخ فرحة النصر شعرا

تزاحمت باكتظاظ اللحظة الطرق
فكاد وجهُ بلادِ الشعرِ يحترق

لا صوت يعلو انطفاءَ الشكِّ..كُلُّ يدٍ
تُلَوّحُ الآنَ إيمانا بمن صدقوا

شوارعٌ ترتدينا ثوْبَ فرحتِها
ونحن بين اصطفاف الدُّورِ نستبق

أنا هنا في رواق الليل معتكف
لعل شعرًا بحجم النصر ينبثق

هذا المرابطُ "جاكيتي" أذاق دمي
خمرَ الشموخِ كؤؤوسا طعمُها الألق

فزنا ..نعم يا رؤانا استنفدي دمنا
ويا حروف تعاليْ كلنا ورق

الشاعر شيخنا عمر ( أبو حواء )

تراتيل الرحيل للمبدع سيدي محمد ولد محمد المهدي

"تراتيل الرحيل"

تَابُوتُ "مُوسَى" عَلَى شُطْآنِهَا وقَفَا
وَنَوْرَسُ الشّوقِ مِنْ فَيْضِ الجَوَى رَشَفَا

"فِرْعَون"ُ يَعْرِضُ تَمْرَ الحُبِّ فِي قَدَحٍ
وَجَمْرَةَ البُغْضِ فِي قَيْدِ الهَوَى رَسَفَا

أَنَا المُطَارَدُ مِنْ أَرْضٍ وَكَزْتُ بِهَا
صَدْرَ الغَرِيبِ عَلَى زَلاَّتِهِ عُرِفَا

تَخْتَالُ نَائِحَةُ البُهْتَانِ مُقْبِلَةً
تُلْقِي الرِّثَاءَ عَلَى أَجْفَانِهَا عُزِفَا

شَيْخُ العَشَائِرِ يَغْشَانِي بِحِكْمَتِهِ
هَلْ يُنْصِفُ الدَّهْرُ مَنْ بِالنُّصْحِ قَدْ لَهَفَا 

تِلْكَ الأَمَانِي لَيَالٍ لاانجِلاَءَ لَهَا
وَشَاهِقُ الرُّوحِ لاَ صَخْرُُ  له نُسِفَا

أَسْتَعْطِفُ الظِّلَ لاَ أَرْضَى بِهِ بَدَلاَ
وَوَارِدُ البِئْرِ مِنْ سَيَّالِهِ غَرَفَا

هَاذِي الرَّبَابُ عَلَى اسْتِحْيَائِهَا وَقَفَتْ
هَلْ تَنْشُدُ الوَصْلَ أَمْ هَمَّتْ بِهِ سَلَفَا

لاَتَأْسَفِي مِنْ صَبَابَاتِي الَّتِي أَفَلَتْ
فَالْبَدْرُ مِنْ حُلْكَةِ الآفَاقِ ما أَسِفَا

تَبْقَى "المَراضِعُ"-ياسَلْمَى-مُحَرَّمَةً
حَتَّى أَرَاكِ وَدَمْعُ  اليَأْسِ مَا ذُرِفَا

سيدي محمد ولد محمد المهدي

مقطع لا يمل من د. عصام البشير

مشاركة مميزة

سيديا ولد هدار في مدح ولد ابن المقداد

ايكول سيديا ولد هدار  في مدح ولد ابن المقداد ول ابن معلوم عهد..==..والدين ابذل فيه جهد راعي كل اكتاب عند..==..فوك اوخر م...

 
code here